قالت دار الإفتاء المصرية إن اليوم الثامن من ذي الحجة هو يوم التروية وأن العلماء ذكروا في
وسبب تسميته بهذا الاسم سببين الأول أنه سمي بيوم التروية لأن الحجاج كانوا يرتوون فيه من الماء من أجل ما بعده من أيام
وأضافت أن يوم التروية سُمي أيضًا بذلك لسبب آخر وهو حصول التروي فيه من إبراهيم في ذبح ولده إسماعيل فقد قال الإمام العيني في البناية شرح الهداية (4/ 211): وإنما سمي يوم التروية بذلك لأن إبراهيم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رأى ليلة الثامن كأن قائلًا يقول له: إن الله تعالى يأمرك بذبح ابنك، فلما أصبح تروى أي: افتكر في ذلك من الصباح إلى الرواح أمن الله هذا، أم من الشيطان؟ فمن ذلك سمي يوم التروية
يوم التروية .. هو اليوم الثامن من ذي الحجَّة وينطلق فيه الحجاج إلى منًى ويحرم المتمتع بالحج أما المفرد والقارن فهما على إحرامهما، ويبيتون بمنًى اتباعًا للسنة ويصلون فيها خمس صلواتٍ: الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، وهذا الفجر هو فجر يوم عرفة. بدأ النبي (صلى الله عليه وسلم) حجة الوداع بـ يوم التروية، وهو رواية وسقاية الحجيج يوم الثامن من ذي الحجة في "منى"، حيث طاف خيام الحجاج ليؤكد حرمة الدماء والعفو والتسامح ومبادئ سيادة القانون وحرمة العرض، وقال لهم: إن الشيطان يئس أن يعبد في أرضكم هذا ولكنه رضي فيما أقل من ذلك مما تحتقرون من الأعمال.
النبي بشر المسلمين بأن الأجيال القادمة لن تعود لعبادة غير الله أو عبادة الشيطان مرة أخرى وكأنه يطمئن المسلمين على أولادهم وأحفادهم ويزرع الأمل في نفوس الناس بشكل واقعي بتنبيه على عدم إهمال هذا الأمر والحذر من الوقوع في براثن الشيطان.وقضى النبي يوم الثامن من ذي الحجة في منى (يوم التروية) في مقابلة المسلمين الذين لم يقابلهم قط وأوتي له ببعير حتى يستطيع الناس رؤيته والحديث معه وسؤاله في مناسك الحج
أما عن أعمال يوم
التروية فتتلخص فيما يلي
للذين أحلوا بعد العمرة، وهم المتمتعون أو من فسخوا إحرامهم إلى عمرة من القارنين
والمفردين أن يحرموا بالحج ضحى من مساكنهم، وكذلك من أراد الحج من أهل مكة
المكرمة أما القارن والمفرد الذين لم يحلوا من إحرامهم فهم باقون على إحرامهم
الأول لقول جابر رضي الله عنه في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم: فحل
الناس كلهم وقصروا إلا النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان معه هدي فلما كان يوم
التروية توجهوا إلى منى فأهلوا بالحج. رواه مسلم.
الإحرام الاغتسال والتنظف والتطيب وأن يفعل ما فعل عند إحرامه من الميقات.
بقلبه ويلبي قائلاً: لبيك حجاً وإن كان خائفاً من عائق يمنعه من إتمام حجه اشترط،
فقال: فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني وإذا كان حاجاً عن غيره نوى بقلبه الحج عن
غيره ثم قال: لبيك حجاً عن فلان أو عن فلانة أو عن أم فلان إن كانت أنثى ثم
يستمر في التلبية لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك
والملك لا شريك لك وإن زاد: لبيك إله الحق لبيك فحسن لثبوت ذلك عن النبي صلى
الله عليه وسلم.
إلى منى ضحى اليوم الثامن قبل الزوال والإكثار من التلبية.
الظهر والعصر والمغرب والعشاء وفجر التاسع قصراً بلا جمع إلا المغرب والفجر
فلا يقصران لقول جابر رضي الله عنه: وركب النبي صلى الله عليه وسلم إلى
منى فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس.
رواه مسلم.
الصلاة في منى فلا فرق بينهم وبين غيرهم من الحجاج لأن النبي صلى الله عليه وسلم
صلى بالناس من أهل مكة المكرمة وغيرهم قصراً ولم يأمرهم بالإتمام ولو كان واجباً
عليهم لبينه لهم.
في منى ليلة عرفة لفعله صلى الله عليه وسلم فإذا صلى فجر اليوم التاسع مكث حتى
تطلع الشمس فإذا طلعت سار من منى إلى عرفات ملبياً أو مكبراً لقول أنس رضي الله
عنه: كان يهل منا المهل فلا ينكر عليه ويكبر منا المكبر فلا ينكر
عليه. رواه البخاري بلفظه، ومسلم وقد أقرهم النبي صلى الله عليه وسلم على
ذلك لكن الأفضل لزوم التلبية لأن النبي صلى الله عليه وسلم لازمها.
اليوم الثامن يسن للحاج فعلها تأسياً بالرسول صلى الله عليه وسلم، وليست واجبة فلو قدم إلى عرفة يوم التاسع مباشرة جاز لكن لابد أن يقف بعرفة محرماً سواء أحرم
يوم الثامن أو قبله أو بعده. قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: ثم يخرج إلى
منى من كان بمكة المكرمة محرماً يوم التروية والأفضل أن يكون خروجه قبل الزوال فيصلي بها الظهر وبقية الأوقات إلى الفجر ويبيت ليلة التاسع, لقول جابر رضي الله
عنه: وركب النبي صلى الله عليه وسلم إلى منى فصلى بها الظهر والعصر والمغرب
والعشاء والفجر ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس رواه مسلم, وليس ذلك واجباً
بل سنة وكذلك الإحرام يوم التروية ليس واجباً فلو أحرم بالحج قبله أو بعده جاز
ذلك، وهذا المبيت بمنى ليلة التاسع وأداء الصلوات الخمس فيها سنة وليس
بواجب.
المكرمة في حدود الساعة التاسعة أو العاشرة صباحاً متوجهاً إلى منى في يوم التروية
وهو اليوم الثامن وهناك يصلي الظهر والعصر والمغرب والعشاء وفجر اليوم التاسع وهو
يوم عرفة وهو في مِنى وهناك أعمال مستحبة في يوم التروية وهي: الإحرام نية
الدخول في نسك الحج يُحرِم في صبيحة يوم التروية بعد تحلله من العمرة ويمكن
الإحرام بعد الظهر أو بعد العصر أو في يوم عرفة.
في منى فيتوجه الحاج إلى منى لينزل فيها تحضيراً لإتمام مناسك الحج وكذلك من
أعمال يوم التروية الصلاة يصلي الحجاج الصلوات الخمس على أوقاتها قصراً وليس
جمعاً فيصلي الظهر ركعتين والعصر ركعتين والعشاء ركعتين أما الفجر والمغرب فلا
يجوز قصرهما.
التاسع من ذي الحجة وهذا من السنة إذ إنه ليس بواجب، وأيضاً من أعمال يوم التروية
الذكر والتكبير والتهليل والتحميد ويستمر الحجّاج بالتلبية لبيك اللهم
لبّيك لبّيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لكَ والمُلك لا شريك لك
لمنى يوم التروية فلا شيء عليه لأنه هيئة من هيئات الحج، لا هي فرض ولا هي واجب إنما هي سُنَّة وهيئة.
الحج من الطواف والسعي بين الصفا والمروة والوقوف بعرفة، وفي مزدلفة ومنى فليس
هناك أدعية لابد منها، بل يشرع للمؤمن أن يدعو ويذكر الله، وليس هناك حد محدود فيذكر الله بقوله: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد،
وهو على كل شيءٍ قدير سبحان الله، والحمد لله ولا إله إلا الله، والله أكبر ولا
حول ولا قوة إلا بالله سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم يردد مثل هذا
الذكر ويدعو بما يسر الله من الدعوات يسأل ربه أن الله يغفر له ذنوبه ويدخله
الجنة، وينجيه من النار يسأل الله له ولوالديه المغفرة والرح.