هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر من لغة؟ أن ترتحل إلى خمس بلاد مثلاً بخمس لغات مختلفة دون أن تحتاج إلى قواميس ناطقة أو كتيّبات تعليمية للمسافرين؟
سلمى أمين
1) تعلّم الكلمات الصحيحة، بالطريقة الصحيحة
تعلّمك للغة جديدة يعني بالضرورة تعلّمك كلمات جديدة، الكثير منها في الواقع. ولكن الخبر الجيّد هنا هو أنّك لن تحتاج إلى تعلّم كل كلمات اللغة الجديدة (في الواقع أنت حتّى لا تعرف كل كلمات لغتك الأم!).
أفضل طريقة لتعلّم وحفظ الكلمات هو طريقة Pareto، وهي تعني أن جهدك المبذول لتعلّم وحفظ 20% من الكلمات يُعطيك ما يُقارب 80% من اللغة بأكملها. ففي الإنجليزية، هناك 300 كلمة فقط تمثّل 65% من اللغة.
وبالطّبع أفضل الوسائل لحفظ الكلمات هي الكروت – flashcards. بإمكانك استخدام تطبيق Anki الذي يُمكّنك من حفظ الكلمات بشكل أسرع وأسهل.
2) تعرّف على الكلمات الشبيهة
هناك العديد من الكلمات المتشابهة بين أيّة لغة والأخرى والتي تحمل نفس المعنى خصوصاً التي تنتمي لنفس الأسرة اللغوية، هذا يعني أنك بالفعل الآن تعرف شيئاً ولو قليلاً عن اللغة التي تودّ تعلّمها.
عليك مبدئياً أن تتعرّف على هذه الكلمات الشبيهة مع إدراك الفروق البسيطة بينها في لغتك الأم أو التي تعرفها بالفعل – كالإنجليزية مثالاً – وبين اللغة التي تتعلّمها (وخصوصاً أغلب اللغات الأوروبية).
3) استخدم اللغة في حياتك اليومية بدون حاجة للسفر
لا تتعلّل بأنك لا تملك الوقت ولا المال الكافي للسّفر إلى البلاد الناطقة باللغة الجديدة، التكنولوجيا جعلت من كل شيء ممكناً ومجّاني كذلك.
بإمكانك الاستماع إلى الراديو المُذاع في تلك البلاد من خلال الاختيار عبر TuneIn، أو قراءة أفضل وأهم المواقع بتلك اللغة من خلال اختيار البلد على Alexa.
يقول بيني أنّه تعلّم اللغة العربية بينما كان مُقيماً في البرازيل!
4) استخدم سكايب للتحدُّث مع أهل اللغة
حسناً، قلنا أنّه لا حاجة للسّفر. لكن كيف بوسعك العثور على واحد من أهل هذه اللغة للتحدُّث معه؟ لا مشكلة حقيقية، فهناك آلاف المواقع الإلكترونية التي تمنحك فرصة تبادل اللغة مع أهلها، بعضها مجاني والآخر مدفوع.
ولكن قبل ذلك، عليك أن تتحضّر للمحادثة الأولى قبلها ببضعة ساعات قصيرة. وذلك من خلال اتّباع النصائح السّابقة في حفظ بعض الكلمات الأساسية والكلمات المتشابهة مع لغتك الأم وبعض الجمل الأساسية التي بإمكانك إيجادها بأي لغة تريد من موقع Omniglot.
تعرّف عليها واحفظها، وبإمكانك كتابة هذه الجمل والكلمات أمامك على صفحة Word استخدمها أثناء المحادثة الأولى.
5) ادّخر مالك، أفضل المصادر التعليمية مجّانية
هناك الكثير من المصادرة التعليمية لأغلب اللغات المعروفة على الشبكة العنكبوتية، ربما يتعيّن عليك الاستفادة منها بدلًا من إنفاق المال على الدورات الباهظة.
يعجّ الانترنت بكل شيء فيما يخصّ تعلّم اللغات، بما في ذلك مواقع التواصل والمحادثة مع أجانب مثل MyLanguageExchange و Interpals.
6) اعلم بأن البالغين يمكنهم أن يتعلموا أسرع من الأطفال
بعد أن جهّزت مصادرك وهيّأت أمورك كلها، إليك أول مشكلة ستقابلك وهي أنّك ستعتقد – بناءً على قناعة سابقة – أنك لن تستطيع أبداً القيام بالأمر ظنّاً كلّما زاد السنّ كلّما نقصت المقدرة على التعلّم!
الخبر السعيد هنا أنه لا توجد أيّة دراسة تثبت ذلك. لكن ربّما تأثّر العوامل البيئية مثل ساعات العمل وغيرها. وهي أمور قابلة للتغيير.
بإمكانك أن تكتسب لغة جديدة فقط من خلال وضع تعلّم اللغة ضمن جدولك اليومي والالتزام به دون الحاجة إلى السّفر أو العودة للطفولة!
7) استعِن بمُحفّزات الذاكرة (Mnemonics) لحفظ الكلمات
بالطّبع التكرار يُساعد كثيرًا على حفظ الكلمات. ولكن بإمكانك الاستعانة بوسائل تحفيز الذّاكرة من خلال إلصاق الكلمة بذهنك من خلال ربطها بموقف أو كلمة طريفة وغريبة لتبقى عالقة بذهنك.
وأفضل المنصّات التي بإمكانك الاستعانة بها في حفظ الكلمات بهذه الطريقة هو Memrise.
8) ارتكب أخطاءً
لحسن الحظّ أنك لست بحاجة إلى جين أو هبة إلهية لتعلّم لغة جديدة، أكثر من نصف سكّان الكوكب الأزرق يتحدّثون أكثر من لغة ولا شيء مميّز بشأنهم. فإذا لم تستطع أنت أن تتعلّم لغة جديدة، فهذا يعني أنّ النظام الذي تتّبعه فاسد ولن يُؤتي ثمره، لا أنّك لست موهوباً!