من القضايا المثيرة واللي لا تزال محل خلاف بين رجال القانون و عامة الناس الى يومنا هذا، قضية " دودلي و ستيفنز " اللي قتلوا و أكلوا زميلهم حرفيا عشان ينقذوا نفسهم من الموت جوعا في بريطانيا عام 1884
.
القضية وتفاصيلها حصلت كالتالي
سفينة خرجت للصيد عليها 4 رجال بريطانيين، الكابتن دودلي و مساعده ستيفنز و رجل ثالث ومعاهم غلام مبتدئ اسمه باركر.
الثلاث رجال كان لهم عائلات و زوجات أما الشاب الصغير باركر كان يتيم وليس له عائلة.
المهم تعرضت السفينة لعاصفة شديدة أدت لغرقها يوم 5 يوليو من عام 1883 ونجح الـ 4 افراد في الهرب من السفينة في قارب نجاة، وفجأة أصبحوا في عرض البحر بدون أكل أو شرب باستثناء علبتين خضار معلب أخذوهم من السفينة قبل غرقها.
في أول ثلاث أيام لم يأكلوا شئ، وفي اليوم الرابع والخامس نجحوا في اصطياد سلحفاة كبيرة وأكلوها مع العلبتين وبكده أصبحوا بدون طعام او شراب و استمر الحال كما هو عليه بدون أكل أو شرب على مدار 8 أيام و بدون أي علامة على اقتراب أي قارب ينقذهم.
.
بدأ العطش يزداد عليهم فكانوا بيشربوا القليل من مياه الأمطار عند هطولها و لما انقطع المطر عدة أيام بدأوا يشربوا من البول الخاص بهم.
الغلام باركر لم يستمع لنصيحة الرجال و قام شرب من ماء البحر، فمرض بشدة و أصبحت حالته أسوأ من حالة الرجال و مرت الأيام و أصبحوا في اليوم التاسع عشر.
عندها فكر الكابتن بأنهم يعملوا قرعة بحيث اللي يخسر فيها يضحي بنفسه لمصلحة الجميع يعني يضحي بجسمه " لحما و دما "عشان يطعم باقي الرجال بحيث يتجنبوا الموت جوعا،
كانت حالة الغلام باركر بتتدهور و رفضوا يعملوا قرعة، فمع الوقت بدأ الرجال الثلاثة يفكروا في قتل الغلام وخلاص بما انه كده كده مريض جدا و حالته بتتجه ناحية الموت، وبالفعل اتفقوا أثناء نوم الغلام و في الصباح قاموا ذبحوه.
و بالفعل التهموا لحم جثة الغلام و شربوا دمه و أنقذوا نفسهم من الموت جوعا.
و بعد مرور عدة أيام أخيرا أنقذتهم احدى السفن وعادت بهم الى بريطانيا، تم اعتقالهم ومحاكمتهم بتهمة القتل العمد و أصبحت القضية محل جدل بسبب الآتي :
متهمين صرحوا انهم عملوا كده لكونهم مكرهين بسبب احتياجهم للغذاء وانهم قتلوا الغلام بحجة المصلحة والمنفعة العامة، يعني الأفضل يموت واحد بدون عائلة عشان ينقذ ثلاثة لهم عائلات وزوجات وأطفال في انتظارهم. وانهم لو لم يقتلوه لكانوا ماتوا جميعا
.
المدعي العام في القضية رفض الحجة بتاعتهم وقال ان القتل يظل قتل مهما كانت الظروف و بدأت المحاكمة وأخذ رأي هيئة المحلفين في القضية.
.
عدد من الناس صوتوا بأنهم غير مذنبين و تعاطف أهل البلد مع الثلاثة الناجيين بحجة انهم كانوا مضطرين فعلا و انهم وراهم عائلات و كانوا هيموتوا لو ما قتلوش الغلام اللي لا يوجد له عائلة واللي أصلا كان بيموت بسبب مرضه في القارب.
.
البعض الآخر قالوا ان القتل كان هيكون عادل لو تم اجراء قرعة وقتها بين الاربع اشخاص، وقتها مهما كانت النتيجة كانت هتكون مقبولة، او عالاقل لو كان الغلام أعلن موافقته بنفسه وقتها كان هيكون قتله شئ عادل من اجل انقاذ حياة الآخرين.
.
في النهاية بسبب تعاطف الناس و الجدل الكبير لم يتم الحكم بالاعدام و كان الحكم مجرد سجن لـ 6 أشهر و تم الافراج عن المتهمين بعدها، و من وقتها أصبحت القضية محل جدال كبير و بيتم تدريسها في كليات القانون و في جزئية فلسفة المنفعة.
بروفيسور فلسفة أمريكي اسمه د.مايكل ساندل في جامعة هارفرد ناقش القضية دي مع طلابه في كورس عن فلسفة العدالة وتم تصوير المحاضرة كاملة.
علي أجزاء بالاعلي المحاضرة مترجمة
المحاضرة على الموقع الأصلي
للقراءة عن القضية