عمر صانع حضاره
عمر بن الخطّاب
عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثاني الصحابة الكرام مكانة بعد سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكان شيخ المسلمين وإمامهم بعده فقد إختار ابو بكر قبل وفاته خير الناس و أروعهم وازهدهم وأتقاهم وأعلمهم وأشدهم حرصاً على الإسلام والمسلمين اختار عمر بن الخطاب ليخلفه على المسلمين ويكون أمير المؤمنين .
سيتكلم الدكتور طارق السويدان في هذه السلسلة عن عمر بن الخطاب نسبه صفاته شخصيته إنجازاته وفضله ومواقفه للإسلام رضي الله عنه وأرضاه .
عمر بن الخطاب العادل الفاروق أمير المؤمنين في عهدها وقدوتهم بعد موته عمر بن الخطاب الذي قال فيه أعداؤه ( عدلت ، فأمنت ، فنمت ) هذا هو عمر بن الخطاب الذي يحدثنا عنه الدكتور طارق السويدان في هذه السلسلة .
مولده ونسبه :
ولد بعد عام الفيل ب 13 سنه وبعث النبى وعمر بن الخطاب فى السابعه والعشرين من عمره
وأسلم سنه 6 من البعثه وتولى خلافه المسلمين وعمره 52 سنه وصار أمير للمؤمنين عشر سنين
و6 أشهر وأربعه أيام ومات عمره 62 سنه قريبا من عمر النبى صلى الله عليه وسلم عند موته فأسلم وعمره 32 سنه أى إن مدة إسلامه كإنت 30 سنه .
أبوه هوالخطاب ولم يكن ذوشهره ولا من أصًحاب الرياسه فى قريش بل كإن فظ وغليظ وأمه هى حمتنه بنت هاشم وإبن أخوها عمروإبن هاشم أى إن أبا جهل فى منزلة خإله وإبن عمتها الوليد إبن المغيره والد خالد بن الوليد اى إنه إبن عمة خالد إبن الوليد .
أولاده : عبد الله إبن عمر وهومن أكثر الصحابه تمثلا بأفعال النبى ومن أولاده حفصه زوجة النبى صلى الله عليه وسلم وفاطمه وعاصم وكإن له ثلاثه من الولد سماهم بنفس إلاسم هما عبد الرحمن إلاكبر وعبد الرحمن إلاوسط وعبد الرحمن إلاصغر وذلك بعد إن سمع حديث النبى "أحب إلاسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن " .
زوجاته : كإنت له 3 زوجات فى الجاهليه وعندما نزل قول الله عز وجل " ولا تمسكوا بعصم الكوافر" عرض على زوجاته الإسلام فرفضوا فطلق الثلاثه فى حينها وذلك لحرصه على تنفيذ أوامر الله وتزوج بعد الإسلام عدة زوجات ومن أشهر زوجاته بعدما صار أمير للمؤمنين هي أم كلثوم بنت على إبن أبى طالب حفيدة الرسول الكريم وبنت فاطمه وأخت الحسن والحسين .. أرسل عمر لعلى وقال له زوجنى أم كلثوم فقال على إنها صغيره فقال له بالله عليك زوجنى إياها فلا أحد من المسلمين لا يعرف كرامتها إلا إنا ولن يكرمها أحد كما سأكرمها فقال على أرسلها أليك تنظر إليها فإن اعجبتك فتزوجها .. فنظر إليها وتزوجها وخرج على الناس فى المسجد وقال تقولوا تزوج صغيره أليس كذلك .. والله ما تزوجتها إلا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " كل سبب وكل نسب وصهر يوضع يوم القيامه إلا سببى ونسبى وصهرى " وإنا لى مع رسول الله إثنين من هما لى معه السبب إنى صاحبته ولى معه النسب إن إبنتى حفصه زوجته فأردت إن أجمع لهما الصهر ليرفع يوم القيامه سبب ونسبى وصهرى ...!
عمر والدّعوة الإسلاميّة
رفض عمر رضي الله عنه الدّعوة الإسلاميّة في بدايتها، وكان من أشدّ النّاس عليها وعلى المؤمنين، فقد كان يرى أنّ النّبي الكريم قد فرّق دينهم وسبّ آلتهم وسفّه أحلامهم، وفي طريقه لتنفيذ مخططه لقيه رجل من بني عدي فنصحه بالإعراض عن ذلك وأخبره بإيمان أخته فاطمة وزوجها سعيد بن زيد بالرّسالة ليشتاط عمر غيظًا ويتوجّه إلى بيت أخته فيدخل عليها ليجد الصّحابي خبّاب رضي الله عنه يعلّمهم القرآن فينهال عمر ضربًا على أخته وزوجها، ثمّ في لحظةٍ معيّنة يستمع عمر إلى آيات القرآن الكريم التي تتسلّل إلى قلبه فينشرح لها صدره فيقرّر الإيمان بالرّسالة بعد خمس سنواتٍ من البعثة النّبويّة الشّريفة.
مبايعته بالخلافة
تخطيط لاسم عمر بن الخطاب.
عندما اشتدَّ على أبي بكر مرض موته، جمع كبار الصحابة وقال لهم: "إنَّه قد نزل بي ما قد ترون، ولا أظنني إلا ميِّتاً، وقد أطلق الله أيمانكم من بيعتي، وحلّ َعنكم عقدي، وردَّ عليكم أمركم، فأمِّروا عليكم من أحببتم، فإنكم إن أمَّرتم في حياة مني كان أجدر ألا تختلفوا بعدي". فأخذ الصحابة الذين جمعهم يتعفَّفون، فيرى كل منهم في الآخر قدرة أكبر على تولي مسؤولية الخلافة، فعادوا إلى أبي بكر وقالوا له طالبين مساعدته باختيار الخليفة: "أرنا يا خليفة رسول الله رأيك"، قال: "فأمهلوني حتى أنظر لله ولدينه ولعباده".
وبعد فترة من التفكير استدعى أبو بكر الصحابي عبد الرحمن بن عوف وقال له: "أخبرني عن عمر؟"، فأجابه: "إنه أفضل من رأيك إلا أنّ فيه غلظة"، فقال أبو بكر: "ذلك لأنه يراني رفيقاً، ولو أفضي الأمر إليه لتركَ كثيراً ممَّا هو عليه، وقد رمَّقتُهُ فكنتُ إذا غضبتُ على رجل أراني الرضا عنه، وإذا لنتُ له أراني الشدّة عليه". ثم دعا عثمان بن عفّان، وقاله له كذاك: "أخبرني عن عمر"، فقال: "سريرته خير من علانيّته، وليس فينا مثله"، فقال أبو بكر للاثنين: "لا تذكرا ممَّا قلتُ لكما شيئاً، ولو تركته ما عدوتُ عثمان، والخيرة له أن لا يلي من أموركم شيئاً، ولوددتُ أنّي كنتُ من أموركم خلواً وكنتُ فيمن مضى من سلفكم".ثم جاء طلحة بن عبيد الله إلى أبي بكر وقال له غاضباً: "استخلفتَ على النّاس عمر وقد رأيتَ ما يلقى الناس منه وأنتَ معه، وكيف به إذا خلا بهم وأنت لاقٍ ربّك فسائلك عن رعيّتك!"، فقال أبو بكر: "أجلسوني" فأجلسوه، ثم أجابه: "أبالله تخوّفني! إذا لقيتُ ربي فسألني قلتُ: استخلفت على أهلك خير أهلك".وبعد ذلك استدعى أبو بكر عثمان بن عفان مجدداً، فقال له: "اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهِدَ أبو بكر بن أبي قحافة إلى المسلمين، أمّا بعد..." لكن أغميَ عليه في تلك اللحظة قبل أن يكمل كلامه، فكتب عثمان: "أمَّا بعد فإني قد استخلفتُ عليكم عمر بن الخطّاب ولم آلكم خيراً". وعندما استيقظ أبو بكر من إغماءته قال لعثمان: "اقرأ عليّ"، فقرأ عثمان، وعندما انتهى كبَّر أبو بكر وقال: "أراك خِفتَ أن يختلف الناس إن مُتُّ في غشيتي؟"، قال: "نعم"، فقال: "جزاك الله خيراً عن الإسلام وأهله".وبعد أن كتبَ العهد أمر أبو بكر أن يُقرَأ على الناس، فجمعهم وأرسله مع أحد مواليه إلى عمر بن الخطاب، فقال عمر للناس: "أنصتوا واسمعوا لخليفة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فإنّه لم يألكم نصحاً"، فهدأ الناس وتوقَّفوا عن الكلام، ولم يعترضوا بعد سماع العهد. ثم جاءهم أبو بكر وقال: "أترضون بما استخلفتُ عليكم؟ فإني ما استخلفتُ عليكم ذا قرابة، وإنّي قد استخلفتُ عليكم عمرَ فاسمعوا له وأطيعوا، فإني والله ما آلوت من جهد الرأي"، فردَّ الناس: "سمعنا وأطعنا". ثم أحضر أبو بكر عمر وقال له: "إنّي قد استخلفتك على أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم"، ثم أوصاه بتقوى الله، وخطبَ فيه خطبة قدَّمَ له فيها الكثير من الوصايا والنصائح.توفّي أبو بكر بعد ذلك بأيام، وعندما دفن وقف عمر وخطب في الناس قائلاً: "إنَّما مَثَل العرب مثل جمل آنف اتَّبعَ قائده فلينظر حيث يقوده، وأمَّا أنا فوربِّ الكعبة لأحملنَّكم على الطريق!".