في سنة 2010 علق أحد العدائين في آيسلندا بسبب نشاط بركاني وتوجه لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في بوسطن .. فقابل هناك شخص يُدعى بوكسي
سأل بوكسي العداء عن سبب تواجده في المعهد .. فرد عليه العداء وشرح ما حدث له .. وبدأ يحكي لبوكسي عن حياته ومشاكله بكل صراحة.. رغم إنه بيكلم شخص لأول مرة يتعرف عليه
ودي قصة طبيعية بتحصل كتير .. ساعات بنقابل شخص لأول مرة ولكن بنلاقي نفسنا حابين نتكلم معاه وكأننا نعرفه من زمان
لكن اللي مش طبيعي أما تعرف إن الشخص اللي العداء قابله واتكلم معاه والمدعو بوكسي هو روبوت صغير الحجم تم عمله في المُختبر ذاته
بوكسي هو روبوت مزود بكاميرات بيقدر يتعامل مع البشر بعواطفهم.. وحتى في أول مرة يتقابلوا فيها بيقدر يجعلهم متجاوبين معاه وكأنه زيهم
الموقف ده مكنش ينفع يمر مرور الكرام بدون طرح عدد كبير من التساؤلات حول ما حدث مع العداء وبوكسي
إيه اللي ممكن يجعل شخص يقدر يتكلم مع صندوق روبوتي صغير ويحكيله أدق تفاصيل حياته .. رغم إنه عارف إن الروبوت ممكن أن لا يستجيب لكلامه ومع ذلك هو كمل حكايته؟
إيه اللي ممكن يحصل في المستقبل لما الروبوتات يزيد تعاملها مع البشر، وتكون أكثر اجتماعية؟
ممكن أي شخص يقرأ الكلام ده يقول إنه ممكن حصل بمحض الصدفة وأن العداء كان محتاج يتكلم مع أي كائن حتى لو كان روبوت .. وإنها حالة فردية
لكن لما بدأ الباحثون في تصميم عدد من الروبوتات تشبه بوكسي من حيث كون التصميم جذاب وحجمه صغير وصوت الروبوت طفولي، وإرسالها للتحدث مع الأشخاص العاديين والعلماء
كان الغريب والمخيف في نفس الوقت هو قدرتهم على التأثير في سلوكيات البشر بشكل لا يمكن تفسيره حتى من قبل صانعيهم
والموضوع تطور لفكرة إنشاء أول فيلم وثائقي يحكي قصص عن العديد من الفنانين والأشخاص من مختلف الثقافات والجنسيات لكن يتم تصويره وإخراجه وأيضًا المذيعين يكونوا روبوتات .. وبالفعل الروبوتات كانت على مستوى التحدي وقامت بزيارة أشخاص من عدة دول، وزادت مدة اللقاء لحد ما وصلت لنصف ساعة يتحدث فيها شخص مع روبوت
وكان الأشخاص على الرغم من علمهم بإن المقابلة مُصورة إلا إنهم باحوا بأدق تفاصيل حياتهم للروبوتات مع إنهم لا يبوحوا بها لأي شخص
وده اللي جعل كل الباحثين يجزموا إنهم بيتعاملوا مع أشياء لم يكتشفوا عنها سوى القليل فقط
وبعد عدد من التجارب والأبحاث بدأ الاتجاه إلى فكرة إنه بمجرد قبولنا بأن الروبوت حي، فإن أي علاقة يمكن أن نشكلها معه ستكون تمامًا مثل علاقاتنا بالبشر الآخرين.. ففي المستقبل القريب لن يبذل الروبوتات أي مجهود لإقناعهم بكونهم أحياء .. لإننا على استعداد للاقتناع بذلك بالفعل