مِن معماريٍ موهوب لقاتِل مُحترف! لهذه اللوْحة علاقة بظهور النازيّة والمحرقة اليهوديّة انتهاء بنشأةِ كيانٍ صهيونيّ في فلسطين؟!
اللوْحة لأدولف هتلر، هي ولوْحات أُخريات، يُظهرن براعة الرسّام ومهارته الشديدة كمعماري. بعد التسرُّب مِن المدرسة الثانوية في سنِ السادسة عشر، قضى هتلر في السنوات اللاحقة كلّ وقته في الرّسمِ وزيارة المتاحف. ففي عام 1906 سافر لأول مرّة لفينّا لحضور الأوبرا ودراسة موسيقى ريتشارد فاجنر الذي كان مولعًا به، لكن على غير المتوقّع استعبدت العمارة المدنية هتلر، وجد فيها اهتمامه وموهبته الحقيقية، كان يرسم مباني كاملة لو رآها مرة واحدة، وتجلّت مرة أخرى موهبته كرسّام والتي لاحظها مُعلّميه مِن الطفولة، مِن تلك اللحظة أراد هتلر أن يُصبح رسّامًا، "رسّامًا مرموقًا". أراد عظمة يمحي بها صِغر الواقع.
تقدم هتلر عام 1907 لأكاديميّة الفنون في فينّا، باللوْحة أدناه واثقًا مِن القبول. لكن أتت النتيجة بالرفض، نزل الرفض كالصاعقة عليه. وضّحت الأكاديميّة فيما بعد أنها رأت فيهِ معماريّا موهوبًا وأنّ اللوْحة التي تقدّم بها تُبْرِز موهبته كمعماري لا رسّام. وعلى الرغم مِن أنَّ رد الأكاديميّة بدا مُقنعًا، إلا أنَّ هتلر لم يتجه للعمارة بل للسياسة. فقد توفت والدته بسرطان الثدي بعد عودته من فينا. كان بلا أهل فقيرًا بائسًا لا شيء لديه. فتطوع في الجيش الألماني في الحرب العالمية الأولى، ليبدأ بعدها رحلته كسياسي لا يحمل أي حنين للفنّ.
بعد انتهاء الحرب، ظل هتلر في الجيش وعاد إلى ميونيخ، وفى 1919، عُيّنَ هتلر في منصب جاسوس وكان يتبع قيادة الاستخبارات لاختراق حزب العمال الألماني. وأثناء استكشافه للحزب، تأثر هتلر بأفكار مؤسس الحزب آنتون دريكسلر المعادية للسامية وتحول الفتى من معماري لديكتاتور قاتل مع الوقت.
ويبقى سؤالٌ واحدٌ لايُمكن تجنبه، لو أنّ هتلر قُبل في أكاديميّة فينّا للفنون، هل كان قبوله هذا ليُغيّر وجه التاريخ؟!