الفرق بين عقلية الـEntrepreneur والموظف: تحليل فيلم 'البيه البواب

الفرق بين عقلية الـEntrepreneur والموظف: تحليل فيلم 'البيه البواب

يعد فيلم "البيه البواب" واحدًا من أكثر الأعمال السينمائية التي تجسد الفرق بين التفكير الريادي (Entrepreneurship) والتفكير التقليدي للموظف. من خلال شخصية عبد السميع البواب، الذي يقدم نموذجًا للـEntrepreneur، وشخصية فرحات بيه التي تجسد نموذج الموظف الحكومي، يعرض الفيلم بفنية عالية الفروقات الجوهرية في طريقة التفكير، اتخاذ القرارات، وطريقة الحياة بين كل منهما. في هذا المقال، سنتناول الفرق بين عقلية الـEntrepreneur والموظف من خلال تحليل المواقف التي يمر بها عبد السميع وفرحات بيه، وما يمكن أن نتعلمه من تلك الاختلافات.

1. التعامل مع الفشل: كيف يواجه الـEntrepreneur التحديات؟

أول ما نراه في الفيلم هو أن عبد السميع، الـEntrepreneur، بمجرد أن وصل إلى القاهرة تم النصب عليه في بداية رحلته. لكن لم يستسلم، بل قرر العودة إلى بلده ثم العودة مرة أخرى إلى القاهرة. هذا التصرف يعكس عقلية الريادي الذي لا يرى في الفشل نقطة نهاية، بل فرصة للتعلم والنمو. في حين أن فرحات بيه، الموظف الحكومي، مستقر في مكانه، ويضمن دخله الثابت في نهاية كل شهر، حيث يحصل على راتب شهري من المؤسسة الحكومية، وينتقل بعربات المصلحة، مما يجعله يشعر بالأمان لكنه يفقد في المقابل القدرة على المخاطرة والابتكار.

دراسة حالة:

بحسب دراسة أجرتها Harvard Business Review عام 2021، فإن 80% من رواد الأعمال الناجحين يواجهون فشلًا في البداية، ولكنهم يواصلون في بناء مشاريعهم مع التركيز على التعلم المستمر، بينما 50% من الموظفين الذين يفشلون في مهامهم يتراجعون بسهولة لأنهم يفتقدون إلى التفكير الابتكاري والقدرة على التعامل مع الفشل.

2. البداية من الصفر: التفكير الريادي مقابل التفكير التقليدي

في الفيلم، عبد السميع يختار أن يبدأ حياته كـ بواب ثم يفتح كشكًا أمام العمارة، وهو ما يعكس نموذجًا لريادة الأعمال يعتمد على التمويل الذاتي والمخاطرة المدروسة. فحتى في أصغر الفرص، يستطيع الـEntrepreneur أن يراها كفرصة للاستثمار والنمو. على عكس فرحات بيه الذي يستقر في عمل حكومي ويشعر بالأمان في وظيفته الثابتة، ويكتفي بالحصول على راتبه الشهري، دون السعي إلى تطوير ذاته أو زيادة دخله بطرق مبتكرة.

إحصائية:

وفقًا لتقرير صادر عن Global Entrepreneurship Monitor (GEM) في 2020، 45% من رواد الأعمال يبدأون مشاريعهم من الصفر باستخدام تمويل شخصي، وهو ما يعكس رغبتهم في الاستقلالية المالية والعمل خارج إطار الوظائف التقليدية.

الحل: رواد الأعمال قادرون على استغلال الفرص حتى في أصغر الأماكن، مثل الكشك، وهو ما لا يتوافر في وظيفة ثابتة حيث تجد معظم الموظفين لا يملكون القدرة على المخاطرة أو البدء من الصفر.

3. استثمار الفرص: من بواب إلى سمسار عقارات

الـEntrepreneur عبد السميع لا يكتفي فقط بالعمل كـ بواب، بل يطور عمله ليشمل السمسرة العقارية، حيث يأخذ عمولات من إيجار وبيع العقارات، إضافة إلى راتبه. هذا النموذج يعكس عقلية الاستثمار في الفرص المتاحة، إذ يُحسن عبد السميع استخدام موارده (مثل وقت الفراغ بين فترات عمله) لزيادة دخله. بينما يظل فرحات بيه أسير وظيفته، ولا يبحث عن طرق لزيادة دخله أو استثمار مهاراته في مجالات أخرى.

دراسة من McKinsey & Company:

أظهرت دراسة أجرتها McKinsey أن 62% من رواد الأعمال الذين لا يقتصرون على مجال واحد ويستثمرون في أكثر من مصدر دخل لديهم فرص نجاح أكبر بمعدل 30% من نظرائهم الذين يقتصرون على مجال واحد فقط.

الحل: يجب على رواد الأعمال البحث عن فرص متعددة لتحقيق دخل متنوع ومضاعفة استثماراتهم بدلاً من الاعتماد على مصدر دخل ثابت.

4. التطوير المستمر والابتكار: كيف يطور الـEntrepreneur عمله؟

النموذج الذي يقدمه عبد السميع البواب في الفيلم هو التطور المستمر. فهو لا يكتفي بما بدأه بل يبحث دائمًا عن طرق لتوسيع نطاق عمله وزيادة دخله. وفي المقابل، يظل فرحات بيه في دائرته الصغيرة، حيث يتمسك بوظيفته الحكومية دون محاولة الابتكار أو البحث عن فرص أخرى.

دراسة من Stanford Graduate School of Business:

90% من الشركات الناشئة التي استطاعت أن تبقى على قيد الحياة في السوق هي تلك التي ابتكرت وأدخَلَت تحسينات مستمرة على منتجاتها أو خدماتها. الابتكار هنا لا يتعلق فقط بتقديم أفكار جديدة بل بتحسين العمليات وتوسيع نطاق الأعمال.

الحل: يجب على رواد الأعمال الاستثمار في التعليم المستمر والبحث عن طرق جديدة لتحسين وتطوير أعمالهم.

5. المخاطرة المحسوبة والنجاح طويل الأمد

التحدي الأكبر الذي يواجه الموظفين التقليديين هو خوفهم من المخاطرة. ففي حين أن الموظف قد يفضل الأمان الوظيفي على المغامرة، نجد أن الـEntrepreneur مستعد دائمًا للتعامل مع المخاطر المحسوبة التي قد تفتح أمامه أبوابًا جديدة للفرص.

إحصائية:

بحسب دراسة من Kauffman Foundation في 2021، 85% من رواد الأعمال الناجحين أبدوا استعدادًا لتحمل المخاطر المُحسَبة على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجههم.


يُظهر فيلم "البيه البواب" بوضوح الفرق بين عقلية الـEntrepreneur وعقلية الموظف. بينما يبقى فرحات بيه في دائرة الأمان الوظيفي، يتخذ عبد السميع خطوات جريئة نحو الاستقلال المالي والنجاح، عبر استغلال الفرص وتوسيع نطاق عمله. لذلك، إذا كنت تطمح لأن تكون رائد أعمال، عليك أن تتبنى عقلية الابتكار، المخاطرة المحسوبة، والتعلم المستمر لتحقيق النجاح.