فكرة عامة حول الرواية .. ;)
باليابانية: 海辺のカフカ أوميبه نو كافكا ..
أثارت الرواية سيلاً من التعليقات والحوارات، وكان لافتاً الجو الغرائبي، "الميتافيزيقي"، الفلسفي الذي يسود هذه الرواية التي تدخل الموسيقى والأدب والفلسفة
وألف ليلة وليلة كهامش يبني أفكار المتن
رجل عجوز يجيد محادثة القطط، أسماك تهطل من السماء، جنود يعيشون في غابة منذ الحرب العالمية الثانية، حجر سحري قد يقود إلى خراب العالم أو خلاص ورحلات شبه ملحمية تلخص جميعها حول البحث عن الحب، ومعنى الموت، وقيمة الذكريات، رواية لا تدفع كل واحد منا فحسب إلى تأمل الحياة، بل تستفزه لكي يغيرها أو لكي يغير نفسه فيها ويبدأ رحلة البحث عن بوصلته الضائعة.
______________
المؤلف : هاروكي موراكامي ، كاتب ياباني ومترجم
حصل على عدة جوائز أدبية عالمية منها جائزة فرانك كافكا عن روايته كافكا على الشاطئ
كما صنفته مجلة الغارديان على أنه أحد أبرز الروائيين على قيد الحياة في العالم.
التصنيف الموضوعي : فلسفية
تاريخ النشر : 2002
متوسط عدد صفحات الكتاب : 600
متوسط عدد ساعات قراءة : 12 ساعات
متوسط سعر الكتاب ورقي : أصلي 110 ج ، تقليد : 10 جنيه
ملاحظة ، يوجد نسخ pdf مجانا ، متاح ع شبكة البحث ( جوجل )
التقييم الشخصي : 4.6 من 5
________________
- ملخص الرواية .. ;)
الفتى "كافكا تامورا"
(وهذا ليس اسمه الحقيقي، ولكنه اسم السارد الذي عرف واشتهر به في عالم الرواية)
الذي قرر أن يشاور غرابة ويهجر بيته ويفارق والده في عيد ميلاده الخامس عشر
فيغير اسمه وانتقل إلى بلدة جديدة هي تاكاماتسو لا يعرف فيها أحدا، ولا يعرفه أحد
ويعتمد على نفسه وينتقل إلى عدة أماكن إلى أن يستقر به الوضع في مكتبة أهلية صغيرة يعمل بها فراشا ومعاونا وقارئا أيضا خاصة لأعمال ناتسومه سوسيكي الكاملة
ولأنه يعشق القراءة في هذه السن الصغيرة ويواظب على الرياضة
فقد استطاع أن يتواءم مع الحياة الجديدة
ويصادق أمين المكتبة (أوشيما) الذي كان يظن أنه شاب
ولكنه يكتشف فيما بعد من خلال أحد المواقف أنه يقع بين الذكر والأنثى (مخنث)
ولا يغير هذا من طبيعة صداقتهما
يُقتل والد كافكا، وتبدأ الشرطة في البحث عن الابن الهارب، الذي لم يكن موجودا وقت وقوع الجريمة، ربما يسهم في كشف لغز مقتل أبيه الذي كان مثَّالا أو نحاتا مشهورا، والذي تنبأ لابنه بأنه سيتزوج أمه و يضاجع أخته ويقتل أباه فيما يشبه عقدة أوديب
ونتساءل هل لهذا السبب قرر الفتى الهروب من منزله ولعنته وقدره
كان الأب يصطاد القطط ويقتلها أو يذبحها ويحتفظ برؤوسها في ثلاجة كبيرة
ليأخذ أرواحها بغية صناعة أطول ناي في العالم، يؤثر به على سامعيه
العجوز ناكاتا ذي الذكاء المحدود الذي يعيش على معونة المحافظ
والذي يتحدث مع القطط ويفهم لغتها وإشاراتها
فتكلفه إحدى العائلات بال شيء في العالم (على عكس الكلاب التي لا تعرف شيئا)
بحث عن قطتها التي تغيبت عن البيت، فتبدأ رحلة البحث والحديث مع القطط التي شاهدت
أو لم تشاهد، القطة التائهة، لنعرف من خلال ذلك منطق القطط التي تعتقد أنها تعرف كل شيء في العالم
يأمر النحات ناكاتا بأن يقتله ليخلص العالم من شروره،
وتعود القطة التائهة إلى حضن العائلة، وأمام توسلات النحات الغريبة يقوم ناكاتا بقتله
وفي اللحظة نفسها يجد الابن كافكا تامورا وهو في مدينته الجديدة دماء على كتفه لا يعرف من أين جاءت، ولكنه جُذب إلى غابة بالمدينة، غاب فيها عن وعيه لدقائق، وعندما يفيق يجد نفسه في الغابة وآثار دماء على ملابسه دون أن يعرف السبب لذلك.
فقد وعي بعض الأطفال أيام الحرب العالمية الثانية في اليابان، وهم في رحلة خلوية في الغابات، حيث سجلت حالات فقدان وعي جماعي لبعض أطفال الرحلة لدقائق معينة، أو تنويم مغناطيسي جماعي لهم، ثم عودة الوعي دون أن يعرف أحد شيئا مما حدث لهم، ودون أن يتذكر الأطفال أنفسهم ماذا جرى لهم أثناء تلك اللحظات، وكأن عقولهم وذاكرتهم شاشات بيضاء مرت على العقل أو الوعي، وهو ما لجأ إليه المؤلف من خلال عدة فصول صاغها بطريقة تسجيلية أو أرشيفية من سجلات التحقيقات التي نشطت خلال تلك الفترة لمعرفة الأسباب، فربما تكون من نتائج الحرب الأمريكية على اليابان
طفل وحيد هو الذي غاب عن وعيه عددا من الشهور أو السنوات، وعندما عاد وعيه كان قد فقد الذاكرة، وأصبح أقل ذكاء عما قبل، وأميا لا يعرف القراءة والكتابة
هذا الطفل هو الذي سيصبح في الرواية فيما بعد العجوز ناكاتا قليل الذكاء، والذي اكتشف في نفسه القدرة على الحديث مع القطط بعد أن عاد إليه وعيه الجزئي
المثير في الأمر أن المدرِّسة التي كانت تصاحب التلاميذ في رحلتهم الخلوية، كانت السبب وراء كل ما حدث للفتى ناكاتا وأدى إلى إصابته بعاهة عقلية مستديمة، وأن هذه المدرِّسة كذبت في التحقيقات التي أجراها الجيش الأميركي لمعرفة أسباب فقدان وعي التلاميذ أثناء الحرب، وتعددت التحليلات ما بين غاز سام، ونباتات أو حشائش معينة في الغابة، أو تنويم مغناطيسي .. الخ
تكشف المدرِّسة السبب بعد سنوات وسنوات من خلال رسالة خاصة لأحد الأطباء المشاركين في محاولة فك لغز انهيار التلاميذ وفقدان وعيهم للحظات، إلا الفتي ناكاتا، محاولة بذلك إراحة ضميرها وفك اللغز أو الشفرة أو السر الذي ظل سنوات يعذبها، وكأنها بذلك تفتح حجرة الأسرار المغلقة منذ سنوات، وتعطي تفسيرات وإجابات فشل العلم في الوصول إليها بعد كثير من الترجيحات
لقد جاءت الدورة الشهرية للمدرِّسة في غير موعدها أثناء الرحلة الخلوية، فتعجبت لذلك، وانتحت ركنا قصيا من الغابة واستخدمت المناديل الورقية لذلك، إلى أن تعود إلى منزلها، وإذا بالفتى ناكاتا يتوغل في الغابة، ويجد المناديل الورقية المصبوغة باللون الأحمر، فيعود بها ويجن جنون المدرسة لحظتها فتكيل الضرب للفتى، وسط ذهول زملائه الذي غابوا عن الوعي تماما للحظات، وعندما يعود وعيهم لا يتذكرون تماما ما حدث، إلا الفتى ناكاتا الذي لا يعود إليه وعيه ويظل راقدا في المستشفى لفترات طويلة، وعندما يبدأ في الإفاقة تكون كل الأشياء والأسماء والتواريخ واللغات قد مسحت من شاشة وعيه، مع فقدان درجات كبيرة من الذكاء والتركيز الذي كان يتمتع بهما قبل الحادثة
هذه المدرِّسة هي والدة كافكا، وهي صاحبة المكتبة التي سيعمل بها بعد هروبه من المنزل، وسيضاجعها في أحلامه متخيلا صورتها وهي في شبابها، من خلال طيفها الذي يزوره كل ليلة، خاصة أنه فتى يعيش فترة المراهقة، ثم يضاجعها بعد ذلك فعليا في حجرته بالمكتبة دون أن يعرف أنه والدته، ليتحقق بذلك جزء آخر من نبوءة والد كافكا الأوديبية بأنه سيضاجع أمه
يشعر أمين المكتبة المخنث (أوشيما) بأن سيدته أو صاحبة المكتبة (الآنسة ساييكي) تنتظر موتها الذي سيأتي قريبا، وينقل شعوره لكافكا بذلك، وبالفعل تدور الأحداث ويبحث العجوز ناكاتا، بعد أن يقتل النحات، عن حجر ما ليفتحه محاولا بذلك فك بعض الطلاسم والأسرار التي يدهش لها القارئ، مثل استطاعته في لحظات معينة أن يجعل السماء تمطر أسماكا، وأن يتنبأ بحالة الطقس، وغير ذلك من أحوال لا يعرف أسبابها أو سر قوتها لديه.
ومن خلال صحبة ناكاتا للسائق الشاب (هوشينو) الذي ترك كل شيء في حياته ليرتبط مصيره بمصير ناكاتا، يصلان إلى المكتبة مصادفة بعد أن ظلا يبحثان عن مفتاح الحجر لعدة أيام، ويدخل ناكاتا حجرة صاحبتها لنفاجأ أنها تنتظره منذ سنوات (ويبدو أنها كانت تعلم أن ذلك الفتى الذي ضربته وعنفته أثناء الرحلة الخلوية سيأتي لها ذات يوم منهيا بذلك رحلتها في الحياة، ليس عن طريق القتل، ولكنه القدر الذي يرسم ذلك بدقة متناهية)
ولكنها قبل أن تسلم روحها للموت تعطي العجوز ناكاتا مذكراتها وما دونته أثناء سنوات الانتظار، طالبة منه ألا يطلع عليها أحد، وأن يحرقها على الفور، وينفذ ناكاتا وصية المرأة، وسط اندهاش السائق هوشينو الذي كان يرغب في الاطلاع على تلك الأسرار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- اقتباسات الرواية .. ;)
- مع كل فجر جديد لا يكون العالم هو نفسه ، ولا تكون انت الشخص نفسه
- أشياء كثيرة سرقت من طفولتي. أشياء كثيرة مهمة ، وعلي الآن أن أستعيدها
- أعود إلى قاعة القراءة , أغوص في الأريكة وفي عالم الف ليلة وليلة وببطء
كما تتلاشى الصورة في فيلم سينمائي يبدأ العالم الحقيقي في التبخر من ذهني
أصبح وحيداً داخل القصة وهذا إحساسي المفضل
- بعض الناس لا يحبون أن يكونوا أحراراً
ولو صاروا أحراراً فعلاً ، فسيقعون في مأزق حقيقي
- المثل يقول : التفكير بلا جدوى ، أسوأ من عدم التفكير
- يمكنك وأنت مستيقظ أن تقمع الخيال ، أما الأحلام فلا يمكنك قمعها
- لا يتورط الناس في المأساة بسبب عيوبهم وإنما بسبب فضائلهم
- كل مافي الأمر : أنها بهدوء شديد وبثبات شديد أيضاً ، تتجه نحو الموت
أو أن الموت يتجه إليها
- التعامل مع توافه الأمور بجدية فائقة ، مضيعة حقيقية للوقت
- يجب أن تنظر، وهذه قاعدة أخرى من قواعدنا
إغماض العينين لن بغير شيء ، لا شيء سيختفي لمجرد أنك لا تريد أن تراه
بل ، ستجد أن الأمر ازداد سوءاً في المرة التالية التي تنظر فيها
هذا هو العالم الذي نحيا فيه ، أبق عينيك مفتوحتين على وسعهما
الجبان فقط هو من يغمض عينيه ، إغماض عينيك وسد أذنيك لن يوقف الزمن
- لا تندفع في القراءة كأنك في سباق
- القدر أحياناً كعاصفة رملية صغيرة لا تنفك تغير اتجاهاتها
لكنها تلاحقك ، تراوغها مرة بعد أخرى لكنها تتكيف
- لأنني لا أحب التقاط البراغيث فهي رهيبة مثل الطبع السيء
ما أن تلتقطه حتى لا يعود في مقدورك التخلص منه
- أن يملك المرء شيئاً يجسّد له الحرية يمكن أن يجعله أسعد
حتى مما لو نال الحرية التي يجسّدها هذا الشئ
- لا يزال نذير الشؤم يصحبني كالظل ، أتأكد من الجدار حولي
لا يزال قائما ، أقفل الستارة وأعود إلى النوم
- لاحظ هوشينو كيف ، ببطء شديد خبت كل الأصوات
كيف أن الأصوات الحقيقية حوله قد فقدت حقيقتها في سكون
انتهت كل الأصوات التي لها معنى إلى صمت. و نما الصمت، أعمق و أعمق
كالطمي في أعماق البحار.تراكم حول قدميه، ثم ارتفع الى خاصرته ثم الى صدره
ظل يراقب فيما يرتفع مستوى الصمت لأعلى و أعلى
- الناس عموما نتاج المكان الذي ولدوا و نشأوا فيه
- يجب أن تكون لكل نظرية ، حجة مضادة وإلا لما تطور العلم
- دائماً ما يُحمل الآباء الأطفال الأذكياء أعباء لا قِبل لهم بها
ويميلون إلى قوقعة داخلية يكتمون مشاعرهم
- إن هناك نوعاً من الكمال لا يمكن إدراكه سوى عبر التراكم غير المحدود للنقائص
- مكان مولد الشخص مهم جداً
لا يمكنك أن تختار أين تولد، لكنك تستطيع أن تختار أين تموت - إلى حدّ ما
- القوة التي أبتغيها تلك القوة التي تفرّق بين الفوز والخسارة
أنا لا أبحث عن جدار يصد القوّة القادمة من الخارج
ما أريده هو أن أكون قادراً على امتصاص تلك القوة من الخارج، والوقوف نداً لها
القوة على تحمّل الأشياء بهدوء-أشياء مثل الظلم، سوء الحظ، الحزن، الأخطاء، سوء الفهم ..
- أكثر من يثير إشمئزازي أولئك الذين ليس لديهم خيال، ممن يسمّيهم ت.إس.إليوت:
المجوّفين ، من يسدّون هذا النقص في الخيال بأكوام قش خالية من الأحاسيس
حتى أنهم لا يدركون ماذا يفعلون ..
قساة يقذفونك بالكثير من الكلمات الفارغة ليحملونك على فعل ما لا تريد فعله
- إن عدم القراءة يجعل الحياة صعبة
- ليس في مقدور أحد أن يتنبأ بمصير المواهب أحياناً تتلاشى بكل بساطة
و أحياناً أخرى تجري تحت الأرض كالسيل ثم تنفجر حيث لا يتوقعها أحد
- لم ألاحظ هذا من قبل ، ولكن مساعدة الآخرين شيء جميل حقاً
- أياً كان ما تسعى إليه ، فلن يأتي بالشكل الذي تتوقعه
- كان جدي يقول دوماً إن سؤال الناس يحرج المرء ، لكم عدم السؤال يحرجه مدى الحياة
- الحاضر الصرف ليس إلا تقدم خفي لماض يلتهم المستقبل ، في الحقيقة
ما الحسيات سوى ذكرى بالفعل
- إذا ظهر مسدس في قصة ما ، فسيكون من الضروري في النهاية ان يطلق النار
كتبه : ابو بكر العمده
باليابانية: 海辺のカフカ أوميبه نو كافكا ..
أثارت الرواية سيلاً من التعليقات والحوارات، وكان لافتاً الجو الغرائبي، "الميتافيزيقي"، الفلسفي الذي يسود هذه الرواية التي تدخل الموسيقى والأدب والفلسفة
وألف ليلة وليلة كهامش يبني أفكار المتن
رجل عجوز يجيد محادثة القطط، أسماك تهطل من السماء، جنود يعيشون في غابة منذ الحرب العالمية الثانية، حجر سحري قد يقود إلى خراب العالم أو خلاص ورحلات شبه ملحمية تلخص جميعها حول البحث عن الحب، ومعنى الموت، وقيمة الذكريات، رواية لا تدفع كل واحد منا فحسب إلى تأمل الحياة، بل تستفزه لكي يغيرها أو لكي يغير نفسه فيها ويبدأ رحلة البحث عن بوصلته الضائعة.
______________
المؤلف : هاروكي موراكامي ، كاتب ياباني ومترجم
حصل على عدة جوائز أدبية عالمية منها جائزة فرانك كافكا عن روايته كافكا على الشاطئ
كما صنفته مجلة الغارديان على أنه أحد أبرز الروائيين على قيد الحياة في العالم.
التصنيف الموضوعي : فلسفية
تاريخ النشر : 2002
متوسط عدد صفحات الكتاب : 600
متوسط عدد ساعات قراءة : 12 ساعات
متوسط سعر الكتاب ورقي : أصلي 110 ج ، تقليد : 10 جنيه
ملاحظة ، يوجد نسخ pdf مجانا ، متاح ع شبكة البحث ( جوجل )
التقييم الشخصي : 4.6 من 5
________________
- ملخص الرواية .. ;)
الفتى "كافكا تامورا"
(وهذا ليس اسمه الحقيقي، ولكنه اسم السارد الذي عرف واشتهر به في عالم الرواية)
الذي قرر أن يشاور غرابة ويهجر بيته ويفارق والده في عيد ميلاده الخامس عشر
فيغير اسمه وانتقل إلى بلدة جديدة هي تاكاماتسو لا يعرف فيها أحدا، ولا يعرفه أحد
ويعتمد على نفسه وينتقل إلى عدة أماكن إلى أن يستقر به الوضع في مكتبة أهلية صغيرة يعمل بها فراشا ومعاونا وقارئا أيضا خاصة لأعمال ناتسومه سوسيكي الكاملة
ولأنه يعشق القراءة في هذه السن الصغيرة ويواظب على الرياضة
فقد استطاع أن يتواءم مع الحياة الجديدة
ويصادق أمين المكتبة (أوشيما) الذي كان يظن أنه شاب
ولكنه يكتشف فيما بعد من خلال أحد المواقف أنه يقع بين الذكر والأنثى (مخنث)
ولا يغير هذا من طبيعة صداقتهما
يُقتل والد كافكا، وتبدأ الشرطة في البحث عن الابن الهارب، الذي لم يكن موجودا وقت وقوع الجريمة، ربما يسهم في كشف لغز مقتل أبيه الذي كان مثَّالا أو نحاتا مشهورا، والذي تنبأ لابنه بأنه سيتزوج أمه و يضاجع أخته ويقتل أباه فيما يشبه عقدة أوديب
ونتساءل هل لهذا السبب قرر الفتى الهروب من منزله ولعنته وقدره
كان الأب يصطاد القطط ويقتلها أو يذبحها ويحتفظ برؤوسها في ثلاجة كبيرة
ليأخذ أرواحها بغية صناعة أطول ناي في العالم، يؤثر به على سامعيه
العجوز ناكاتا ذي الذكاء المحدود الذي يعيش على معونة المحافظ
والذي يتحدث مع القطط ويفهم لغتها وإشاراتها
فتكلفه إحدى العائلات بال شيء في العالم (على عكس الكلاب التي لا تعرف شيئا)
بحث عن قطتها التي تغيبت عن البيت، فتبدأ رحلة البحث والحديث مع القطط التي شاهدت
أو لم تشاهد، القطة التائهة، لنعرف من خلال ذلك منطق القطط التي تعتقد أنها تعرف كل شيء في العالم
يأمر النحات ناكاتا بأن يقتله ليخلص العالم من شروره،
وتعود القطة التائهة إلى حضن العائلة، وأمام توسلات النحات الغريبة يقوم ناكاتا بقتله
وفي اللحظة نفسها يجد الابن كافكا تامورا وهو في مدينته الجديدة دماء على كتفه لا يعرف من أين جاءت، ولكنه جُذب إلى غابة بالمدينة، غاب فيها عن وعيه لدقائق، وعندما يفيق يجد نفسه في الغابة وآثار دماء على ملابسه دون أن يعرف السبب لذلك.
فقد وعي بعض الأطفال أيام الحرب العالمية الثانية في اليابان، وهم في رحلة خلوية في الغابات، حيث سجلت حالات فقدان وعي جماعي لبعض أطفال الرحلة لدقائق معينة، أو تنويم مغناطيسي جماعي لهم، ثم عودة الوعي دون أن يعرف أحد شيئا مما حدث لهم، ودون أن يتذكر الأطفال أنفسهم ماذا جرى لهم أثناء تلك اللحظات، وكأن عقولهم وذاكرتهم شاشات بيضاء مرت على العقل أو الوعي، وهو ما لجأ إليه المؤلف من خلال عدة فصول صاغها بطريقة تسجيلية أو أرشيفية من سجلات التحقيقات التي نشطت خلال تلك الفترة لمعرفة الأسباب، فربما تكون من نتائج الحرب الأمريكية على اليابان
طفل وحيد هو الذي غاب عن وعيه عددا من الشهور أو السنوات، وعندما عاد وعيه كان قد فقد الذاكرة، وأصبح أقل ذكاء عما قبل، وأميا لا يعرف القراءة والكتابة
هذا الطفل هو الذي سيصبح في الرواية فيما بعد العجوز ناكاتا قليل الذكاء، والذي اكتشف في نفسه القدرة على الحديث مع القطط بعد أن عاد إليه وعيه الجزئي
المثير في الأمر أن المدرِّسة التي كانت تصاحب التلاميذ في رحلتهم الخلوية، كانت السبب وراء كل ما حدث للفتى ناكاتا وأدى إلى إصابته بعاهة عقلية مستديمة، وأن هذه المدرِّسة كذبت في التحقيقات التي أجراها الجيش الأميركي لمعرفة أسباب فقدان وعي التلاميذ أثناء الحرب، وتعددت التحليلات ما بين غاز سام، ونباتات أو حشائش معينة في الغابة، أو تنويم مغناطيسي .. الخ
تكشف المدرِّسة السبب بعد سنوات وسنوات من خلال رسالة خاصة لأحد الأطباء المشاركين في محاولة فك لغز انهيار التلاميذ وفقدان وعيهم للحظات، إلا الفتي ناكاتا، محاولة بذلك إراحة ضميرها وفك اللغز أو الشفرة أو السر الذي ظل سنوات يعذبها، وكأنها بذلك تفتح حجرة الأسرار المغلقة منذ سنوات، وتعطي تفسيرات وإجابات فشل العلم في الوصول إليها بعد كثير من الترجيحات
لقد جاءت الدورة الشهرية للمدرِّسة في غير موعدها أثناء الرحلة الخلوية، فتعجبت لذلك، وانتحت ركنا قصيا من الغابة واستخدمت المناديل الورقية لذلك، إلى أن تعود إلى منزلها، وإذا بالفتى ناكاتا يتوغل في الغابة، ويجد المناديل الورقية المصبوغة باللون الأحمر، فيعود بها ويجن جنون المدرسة لحظتها فتكيل الضرب للفتى، وسط ذهول زملائه الذي غابوا عن الوعي تماما للحظات، وعندما يعود وعيهم لا يتذكرون تماما ما حدث، إلا الفتى ناكاتا الذي لا يعود إليه وعيه ويظل راقدا في المستشفى لفترات طويلة، وعندما يبدأ في الإفاقة تكون كل الأشياء والأسماء والتواريخ واللغات قد مسحت من شاشة وعيه، مع فقدان درجات كبيرة من الذكاء والتركيز الذي كان يتمتع بهما قبل الحادثة
هذه المدرِّسة هي والدة كافكا، وهي صاحبة المكتبة التي سيعمل بها بعد هروبه من المنزل، وسيضاجعها في أحلامه متخيلا صورتها وهي في شبابها، من خلال طيفها الذي يزوره كل ليلة، خاصة أنه فتى يعيش فترة المراهقة، ثم يضاجعها بعد ذلك فعليا في حجرته بالمكتبة دون أن يعرف أنه والدته، ليتحقق بذلك جزء آخر من نبوءة والد كافكا الأوديبية بأنه سيضاجع أمه
يشعر أمين المكتبة المخنث (أوشيما) بأن سيدته أو صاحبة المكتبة (الآنسة ساييكي) تنتظر موتها الذي سيأتي قريبا، وينقل شعوره لكافكا بذلك، وبالفعل تدور الأحداث ويبحث العجوز ناكاتا، بعد أن يقتل النحات، عن حجر ما ليفتحه محاولا بذلك فك بعض الطلاسم والأسرار التي يدهش لها القارئ، مثل استطاعته في لحظات معينة أن يجعل السماء تمطر أسماكا، وأن يتنبأ بحالة الطقس، وغير ذلك من أحوال لا يعرف أسبابها أو سر قوتها لديه.
ومن خلال صحبة ناكاتا للسائق الشاب (هوشينو) الذي ترك كل شيء في حياته ليرتبط مصيره بمصير ناكاتا، يصلان إلى المكتبة مصادفة بعد أن ظلا يبحثان عن مفتاح الحجر لعدة أيام، ويدخل ناكاتا حجرة صاحبتها لنفاجأ أنها تنتظره منذ سنوات (ويبدو أنها كانت تعلم أن ذلك الفتى الذي ضربته وعنفته أثناء الرحلة الخلوية سيأتي لها ذات يوم منهيا بذلك رحلتها في الحياة، ليس عن طريق القتل، ولكنه القدر الذي يرسم ذلك بدقة متناهية)
ولكنها قبل أن تسلم روحها للموت تعطي العجوز ناكاتا مذكراتها وما دونته أثناء سنوات الانتظار، طالبة منه ألا يطلع عليها أحد، وأن يحرقها على الفور، وينفذ ناكاتا وصية المرأة، وسط اندهاش السائق هوشينو الذي كان يرغب في الاطلاع على تلك الأسرار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- اقتباسات الرواية .. ;)
- مع كل فجر جديد لا يكون العالم هو نفسه ، ولا تكون انت الشخص نفسه
- أشياء كثيرة سرقت من طفولتي. أشياء كثيرة مهمة ، وعلي الآن أن أستعيدها
- أعود إلى قاعة القراءة , أغوص في الأريكة وفي عالم الف ليلة وليلة وببطء
كما تتلاشى الصورة في فيلم سينمائي يبدأ العالم الحقيقي في التبخر من ذهني
أصبح وحيداً داخل القصة وهذا إحساسي المفضل
- بعض الناس لا يحبون أن يكونوا أحراراً
ولو صاروا أحراراً فعلاً ، فسيقعون في مأزق حقيقي
- المثل يقول : التفكير بلا جدوى ، أسوأ من عدم التفكير
- يمكنك وأنت مستيقظ أن تقمع الخيال ، أما الأحلام فلا يمكنك قمعها
- لا يتورط الناس في المأساة بسبب عيوبهم وإنما بسبب فضائلهم
- كل مافي الأمر : أنها بهدوء شديد وبثبات شديد أيضاً ، تتجه نحو الموت
أو أن الموت يتجه إليها
- التعامل مع توافه الأمور بجدية فائقة ، مضيعة حقيقية للوقت
- يجب أن تنظر، وهذه قاعدة أخرى من قواعدنا
إغماض العينين لن بغير شيء ، لا شيء سيختفي لمجرد أنك لا تريد أن تراه
بل ، ستجد أن الأمر ازداد سوءاً في المرة التالية التي تنظر فيها
هذا هو العالم الذي نحيا فيه ، أبق عينيك مفتوحتين على وسعهما
الجبان فقط هو من يغمض عينيه ، إغماض عينيك وسد أذنيك لن يوقف الزمن
- لا تندفع في القراءة كأنك في سباق
- القدر أحياناً كعاصفة رملية صغيرة لا تنفك تغير اتجاهاتها
لكنها تلاحقك ، تراوغها مرة بعد أخرى لكنها تتكيف
- لأنني لا أحب التقاط البراغيث فهي رهيبة مثل الطبع السيء
ما أن تلتقطه حتى لا يعود في مقدورك التخلص منه
- أن يملك المرء شيئاً يجسّد له الحرية يمكن أن يجعله أسعد
حتى مما لو نال الحرية التي يجسّدها هذا الشئ
- لا يزال نذير الشؤم يصحبني كالظل ، أتأكد من الجدار حولي
لا يزال قائما ، أقفل الستارة وأعود إلى النوم
- لاحظ هوشينو كيف ، ببطء شديد خبت كل الأصوات
كيف أن الأصوات الحقيقية حوله قد فقدت حقيقتها في سكون
انتهت كل الأصوات التي لها معنى إلى صمت. و نما الصمت، أعمق و أعمق
كالطمي في أعماق البحار.تراكم حول قدميه، ثم ارتفع الى خاصرته ثم الى صدره
ظل يراقب فيما يرتفع مستوى الصمت لأعلى و أعلى
- الناس عموما نتاج المكان الذي ولدوا و نشأوا فيه
- يجب أن تكون لكل نظرية ، حجة مضادة وإلا لما تطور العلم
- دائماً ما يُحمل الآباء الأطفال الأذكياء أعباء لا قِبل لهم بها
ويميلون إلى قوقعة داخلية يكتمون مشاعرهم
- إن هناك نوعاً من الكمال لا يمكن إدراكه سوى عبر التراكم غير المحدود للنقائص
- مكان مولد الشخص مهم جداً
لا يمكنك أن تختار أين تولد، لكنك تستطيع أن تختار أين تموت - إلى حدّ ما
- القوة التي أبتغيها تلك القوة التي تفرّق بين الفوز والخسارة
أنا لا أبحث عن جدار يصد القوّة القادمة من الخارج
ما أريده هو أن أكون قادراً على امتصاص تلك القوة من الخارج، والوقوف نداً لها
القوة على تحمّل الأشياء بهدوء-أشياء مثل الظلم، سوء الحظ، الحزن، الأخطاء، سوء الفهم ..
- أكثر من يثير إشمئزازي أولئك الذين ليس لديهم خيال، ممن يسمّيهم ت.إس.إليوت:
المجوّفين ، من يسدّون هذا النقص في الخيال بأكوام قش خالية من الأحاسيس
حتى أنهم لا يدركون ماذا يفعلون ..
قساة يقذفونك بالكثير من الكلمات الفارغة ليحملونك على فعل ما لا تريد فعله
- إن عدم القراءة يجعل الحياة صعبة
- ليس في مقدور أحد أن يتنبأ بمصير المواهب أحياناً تتلاشى بكل بساطة
و أحياناً أخرى تجري تحت الأرض كالسيل ثم تنفجر حيث لا يتوقعها أحد
- لم ألاحظ هذا من قبل ، ولكن مساعدة الآخرين شيء جميل حقاً
- أياً كان ما تسعى إليه ، فلن يأتي بالشكل الذي تتوقعه
- كان جدي يقول دوماً إن سؤال الناس يحرج المرء ، لكم عدم السؤال يحرجه مدى الحياة
- الحاضر الصرف ليس إلا تقدم خفي لماض يلتهم المستقبل ، في الحقيقة
ما الحسيات سوى ذكرى بالفعل
- إذا ظهر مسدس في قصة ما ، فسيكون من الضروري في النهاية ان يطلق النار
كتبه : ابو بكر العمده