المقصود بالتفكير الإيجابي والحديث مع النفس
التفكير الإيجابي لا يعني محاولة تزييف الحقائق وتجاهل مواقف الحياة الأقل متعة. فالمقصود بالتفكير الإيجابي أنك تتعامل مع المواقف المزعجة بطريقة أكثر إيجابية وإنتاجية. تعتقد أن الأفضل سيحدث وليس الأسوأ.
يبدأ التفكير الإيجابي دائمًا بالحديث مع النفس. الحديث مع النفس هو تدفق ليس له نهاية للأفكار الخفية التي تجري في رأسك. وقد تكون تلك الأفكار التلقائية إيجابية أو سلبية. يكون بعض حديثك مع النفس نتاجًا للعقل والمنطق. وقد يظهر حديث آخر مع النفس ناتج عن مفاهيم خاطئة تشكلت لديك بسبب نقص المعلومات.
إن كانت معظم الأفكار التي تدور في رأسك سلبية، فسوف تكون نظرتك للحياة على الأرجح متشائمة. وإن كانت معظم الأفكار التي تدور في رأسك إيجابية، فإنك على الأرجح شخص متفائل، أي إنك شخص يمارس التفكير الإيجابي.
المنافع الصحية للتفكير الإيجابي
يُواصل الباحثون جهودهم في اكتشاف آثار التفكير الإيجابي والتفاؤُل على الصحة. وتتضمَّن المنافع الصحية التي قد يُوفِّرها التفكير الإيجابي ما يلي:
إطالة أمد التمتُّع بالحياة الصحية
خفض مُعدَّلات الاكتئاب
تقليل مستويات الشعور بالتوتُّر
زيادة مقاومة الإصابة بنزلات البرد الشائعة
التمتُّع بصحة نفسية وبدنية أفضل
تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وتقليل مخاطر الوفاة الناجمة عن المرض القلبي الوعائي
تحسُّن مهارات التكيُّف خلال الأوقات الصعبة وأوقات التوتُّر
الاختلاف عن علم النفس الإيجابي
ماذا يختلف التفكير الإيجابي عن علم النفس الإيجابي؟
بينما يتم استخدام مصطلحات "التفكير الإيجابي" positive thinking و "علم النفس الإيجابي" positive psychology في بعض الأحيان بالتبادل ، فمن المهم أن نفهم أنهما مختلفين.
أولاً ، يدور التفكير الإيجابي حول النظر إلى الأشياء من وجهة نظر إيجابية. في حين أن علم النفس الإيجابي -بشكل مؤكد- يميل إلى التركيز على التفاؤل optimism، و لكنه يشير أيضاً إلى أنه على الرغم من وجود فوائد عديدة للتفكير الإيجابي ، إلا أن هناك أوقاتاً يكون فيها التفكير الأكثر واقعية، أكثر فائدةً.
وعلى سبيل المثال ، في بعض الحالات ، يمكن أن يؤدي التفكير السلبي في الواقع إلى قرارات و نتائج أكثر دقة. و قد وجد الباحثون أيضاً أنه في بعض الحالات ، يمكن أن يؤدي التفكير المتفائل إلى تحسين الصحة البدنية.