يطرح هذا السؤال كثيرا وهو مشروع وذلك للرد على الشبهات ومحاولة تشويه التاريخ الاسلامي المشرق علي يد المستشرقين وأذنابهم فزوروا الكتب المدرسية واعتمدوا أساليب الغزو الفكري مع الغزو العسكري، وفي حماية قوات الاحتلال للبلاد الإسلامية، التي أسقطت قبل ذلك دولة الخلافة بالتعاون مع اليهود، واعتمدوا للانتصار الحاسم على المسلمين نشر الغزو الفكري الذي لا يريد فقط نشر الفواحش والفساد، بل نشر يهدف للهجوم على كتاب الله بعدة طرق، والطعن في السنة النبوية بعدد من الوسائل، والتشكيك في التاريخ الإسلامي في جميع وسائل الإعلام، الإسلامي، ونشر اللهجات المحلية لتغيير اللغة العربية، ومن أساليبهم الماكرة لتزوير التاريخ أنهم قد سموا الفتوح الإسلامية بالغزو، والإحتلال وان الدين الاسلامي دين عنف انتشر بحد السيف وقادته العظماء دمويين وأراقوا الكثير من الدماء.
الفتوحات الإسلامية للبلاد وبحسب شهادة عدد كبير من المؤرخين الغربيين فضلا عن الإسلاميين كانت لنشر دعوة الخير، ومنع الظلم، وكسر شوكة السلطات الطاغية التي كانت تحكم تلك البلاد، التي كانت تريد أن يبقى الناس على دين ملوكها، ولا يفكر أحد في اعتناق دين آخر، ما لم يأذن له الأمير أو الملك سواء في بلاد كسرى أو قيصر، وهو ما عبر عنه القرآن على لسان فرعون قديما حينما أسلم سحرته، وأمنوا برب موسى وهارون قال تعالى: "قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى"سورة طه. هذا كان حكم الأكاسرة والقياصرة والملوك في ذلك الزمن: وكان اقاصرة الرومان يأتون بالأب الكاثوليكي ويعينونه قسرا على الكنيسة الارتوذكسية لتحويل الأرثوذكس إلى كاثوليك قهرا وجبرا
ولهذا حينما بعث رسول الإسلام برسائله إلى هؤلاء الأباطرة والملوك، يدعوهم إلى الإسلام: حملهم – إذا لم يستجيبوا للدعوة - إثم رعيتهم معهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهرقل عظيم الروم: "أسلم تسلم، وإلا فعليك إثم الإريسيين" كما في صحيح البخاري، وكذلك قال لكسرى: "فإن لم تسلم فعليك إثم المجوس"، وقال للمقوقس في مصر: "فعليك إثم القبط، فأراد الإسلام أن يرد الأمور إلى نصابها، ويعيد للشعوب اعتبارها واختيارها، فلا يختارون هم بأنفسهم لأنفسهم. ومن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر. فلا إكراه على إتباع الدين، أو لا فرض على دخول الإسلام بالقوة، أو إتباع عقيدة دون اقتناع. هذا وكان الرومان يعيشون حياة الاسراف والبذخ
في مصر وغيرها من الحاميات عن طريق سلب حرية الناس ويستغلون خيراتهم، وينهبون ثرواتهم،وشراء منتوجاتهم بأرخص الأثمان وكان يسمحون لأحدهم ببيع إبنه او ابنته او يبيع نفسه عبدا او زوجته او يبيع بيته اوأرضه ليسد ماعليه من ضرائب للرومان ولهذا رحب الشعب المصري وغيرهم وكانوا يقولون يحكمنا المسلمون دهرا ولا يحكمنا الرومان شهرا ودليل على ذلك جيش عمر بن العاص ضم الكثير من الفاتحين الجدد، ليخلصوا مصر من ظلم الروم. فكيف استطاع المسلمون بثمانية آلاف جندي فقط أن يفتحوا مصر، ويحرروها من سلطان الروم إلى الأبد إلا بأن المصريين رحبوا بالجيش الإسلامي، وانضموا له، وساعدوه ليخلصهم من الظلم، ولما فتحت مصر لم يندم أهلها أبدا على مساعدتهم للمسلمين، بل فرحوا بذلك جدا وسعدوا بحكم المسلمين بعد طول فترة الظلم على يد الروم.
وهذا نذكر في هذا الصدد قوافل التجار المسلمين المنتشرة في عدة بلاد واحتكاكهم بشعوبها وبعيد عن ضربات السيف انتشر الاسلام
فالسيف لا يفتح القلوب، لكن خلق المسلم وجودة معاملته حبب اليهم القلوب واستمالة العواطف.
فكل من يتابع أفعال المحتلين فلا بد أن يفرق بين الاحتلال والفتح، فالاحتلال كما فعل الاحتلال الإنجليزي والفرنسي وإلى الآن الأمريكي كما في أفغانستان أو في العراق، أو احتلال فلسطين من الإنجليز ثم السماح للصهاينة باحتلالها ومساعدتهم على ذلك، فماذا يفعل المحتلون؟ ألا يرتكبون الجرائم، وينشرون المخدرات المدمرة للعقول والأبدان، وينشرون مبادئ تفرق ولا توحد، ويرتكبون الفظائع، إضافة لنهب الخيرات، واستغلال ثروات البلاد، ويعملون لمنفعتهم، ويدافعون فقط عن مصالحهم.
أما ما فعله المسلمون حين حاربوا لمنع من يحول بين الشعوب ونشر دعوة الإسلام، فقد أقاموا العدل، وابتعدوا عن الظلم، بل حموا ودافعوا من المسلمين، ونشروا الخير، ولم يرتكبوا الفظائع، وشهد بذلك الأعداء قبل الأصدقاء؛ لذلك أطلقوا على حروب المسلمين فتحا، وتحكي كتب التاريخ قصصا متواصلا عن سماحة المسلمين وحسن تعاملهم، لدرجة أننا سمعنا وقرأنا أن أحد بلاد الشام بعدما دخلها المسلمون صلحا، وجمعوا من الناس الذين لم يدخلوا الإسلام الجزية، ولما انشغل المسلمون في حرب جديدة ولم يستطيعوا أن يحموا أهل هذه البلدة أرجعوا لهم أموالهم وانسحبوا، فاستغرب الناس كيف ترد لهم الجزية! فقال لهم قائد المسلمين: نحن أخذنا الجزية نظير حمايتكم، وانشغلنا في حرب أخرى ولا نستطيع حمايتكم فنرد لكم الجزية، فدخل هؤلاء بعد رؤية هذا العدل، وهذا التمسك بالقيم والمبادئ إلى الإسلام طواعية، ووقعت حوادث أخرى تدل على إقامة العدل، والبعد عن الظلم.
فالفرق بين الفتح الإسلامي والاحتلال جليٌّ وبيّن، ففي الفتح الإسلامي لا تنهب أراضي أحد ولا أمواله إلا ما كان غنيمة في المعركة، و ليس في الفتح الإسلامي محاولة لا إكراه أحد على اعتناق الإسلام أو التخلي عن الثقافة واللغة وحتى العادات والتقاليد التي ليس فيها أذى للمجتمع.
ولما ظهرت سماحة الإسلام واتضحت موافقته للفطرة السوية فقد دخلت الشعوب في البلاد المفتوحة في دين الله أفواجا، واعتنقت الإسلام ديناً وفكراً ومنهجاً واشتركت في الدفاع عن دولة الإسلام. لذلك لا تسمع في البلاد المفتوحة عن "مقاومة شعبية" للفتح الإسلامي كما هو الحال في أي احتلال. ففي الاحتلال غصب للأراضي و الأموال، ومحاولة لطمس هوية البلد المحتل وشعبه وفرض آراء حكامه وأهوائهم عليها.
وأيضا لأن قادة المسلمين كانوا يتحلون بالأخلاق الحميدة، ويؤمنون باليوم الآخر فلا يظلمون، ولا يخربون، وهكذا كانت الوصايا والأوامر النبوية وأوامر ووصايا الخلفاء لقادة الجيوش الإسلامية تنهى صراحة عن قتل الأطفال والنساء والشيوخ والرهبان المعتزلين في الصوامع، وتنهى أيضا عن إحراق الزرع أو الضرع أو تخريب أية مرافق عامة ينتفع بها الناس على اختلاف دياناتهم، أو هدم المساكن أو دور العبادة.
وهذا مثال عن هذه الأوامر الواضحة من الخليفة للقادة والجنود "لا تخونوا، ولا تغدروا، ولا تُمثّلوا -أي بالجثث- ولا تقتلوا طفلاً أو شيخاً كبيراً أو امرأة، ولا تحرقوا نخلاً و لا تقطعوا شجرة مُثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا للطعام، وسوف تمرُّون على قوم قد تفرغوا للعبادة في صوامعهم، فدعوهم على ما هم عليه.
الفتوحات الإسلامية للبلاد وبحسب شهادة عدد كبير من المؤرخين الغربيين فضلا عن الإسلاميين كانت لنشر دعوة الخير، ومنع الظلم، وكسر شوكة السلطات الطاغية التي كانت تحكم تلك البلاد، التي كانت تريد أن يبقى الناس على دين ملوكها، ولا يفكر أحد في اعتناق دين آخر، ما لم يأذن له الأمير أو الملك سواء في بلاد كسرى أو قيصر، وهو ما عبر عنه القرآن على لسان فرعون قديما حينما أسلم سحرته، وأمنوا برب موسى وهارون قال تعالى: "قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى"سورة طه. هذا كان حكم الأكاسرة والقياصرة والملوك في ذلك الزمن: وكان اقاصرة الرومان يأتون بالأب الكاثوليكي ويعينونه قسرا على الكنيسة الارتوذكسية لتحويل الأرثوذكس إلى كاثوليك قهرا وجبرا
ولهذا حينما بعث رسول الإسلام برسائله إلى هؤلاء الأباطرة والملوك، يدعوهم إلى الإسلام: حملهم – إذا لم يستجيبوا للدعوة - إثم رعيتهم معهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهرقل عظيم الروم: "أسلم تسلم، وإلا فعليك إثم الإريسيين" كما في صحيح البخاري، وكذلك قال لكسرى: "فإن لم تسلم فعليك إثم المجوس"، وقال للمقوقس في مصر: "فعليك إثم القبط، فأراد الإسلام أن يرد الأمور إلى نصابها، ويعيد للشعوب اعتبارها واختيارها، فلا يختارون هم بأنفسهم لأنفسهم. ومن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر. فلا إكراه على إتباع الدين، أو لا فرض على دخول الإسلام بالقوة، أو إتباع عقيدة دون اقتناع. هذا وكان الرومان يعيشون حياة الاسراف والبذخ
في مصر وغيرها من الحاميات عن طريق سلب حرية الناس ويستغلون خيراتهم، وينهبون ثرواتهم،وشراء منتوجاتهم بأرخص الأثمان وكان يسمحون لأحدهم ببيع إبنه او ابنته او يبيع نفسه عبدا او زوجته او يبيع بيته اوأرضه ليسد ماعليه من ضرائب للرومان ولهذا رحب الشعب المصري وغيرهم وكانوا يقولون يحكمنا المسلمون دهرا ولا يحكمنا الرومان شهرا ودليل على ذلك جيش عمر بن العاص ضم الكثير من الفاتحين الجدد، ليخلصوا مصر من ظلم الروم. فكيف استطاع المسلمون بثمانية آلاف جندي فقط أن يفتحوا مصر، ويحرروها من سلطان الروم إلى الأبد إلا بأن المصريين رحبوا بالجيش الإسلامي، وانضموا له، وساعدوه ليخلصهم من الظلم، ولما فتحت مصر لم يندم أهلها أبدا على مساعدتهم للمسلمين، بل فرحوا بذلك جدا وسعدوا بحكم المسلمين بعد طول فترة الظلم على يد الروم.
وهذا نذكر في هذا الصدد قوافل التجار المسلمين المنتشرة في عدة بلاد واحتكاكهم بشعوبها وبعيد عن ضربات السيف انتشر الاسلام
فالسيف لا يفتح القلوب، لكن خلق المسلم وجودة معاملته حبب اليهم القلوب واستمالة العواطف.
فكل من يتابع أفعال المحتلين فلا بد أن يفرق بين الاحتلال والفتح، فالاحتلال كما فعل الاحتلال الإنجليزي والفرنسي وإلى الآن الأمريكي كما في أفغانستان أو في العراق، أو احتلال فلسطين من الإنجليز ثم السماح للصهاينة باحتلالها ومساعدتهم على ذلك، فماذا يفعل المحتلون؟ ألا يرتكبون الجرائم، وينشرون المخدرات المدمرة للعقول والأبدان، وينشرون مبادئ تفرق ولا توحد، ويرتكبون الفظائع، إضافة لنهب الخيرات، واستغلال ثروات البلاد، ويعملون لمنفعتهم، ويدافعون فقط عن مصالحهم.
أما ما فعله المسلمون حين حاربوا لمنع من يحول بين الشعوب ونشر دعوة الإسلام، فقد أقاموا العدل، وابتعدوا عن الظلم، بل حموا ودافعوا من المسلمين، ونشروا الخير، ولم يرتكبوا الفظائع، وشهد بذلك الأعداء قبل الأصدقاء؛ لذلك أطلقوا على حروب المسلمين فتحا، وتحكي كتب التاريخ قصصا متواصلا عن سماحة المسلمين وحسن تعاملهم، لدرجة أننا سمعنا وقرأنا أن أحد بلاد الشام بعدما دخلها المسلمون صلحا، وجمعوا من الناس الذين لم يدخلوا الإسلام الجزية، ولما انشغل المسلمون في حرب جديدة ولم يستطيعوا أن يحموا أهل هذه البلدة أرجعوا لهم أموالهم وانسحبوا، فاستغرب الناس كيف ترد لهم الجزية! فقال لهم قائد المسلمين: نحن أخذنا الجزية نظير حمايتكم، وانشغلنا في حرب أخرى ولا نستطيع حمايتكم فنرد لكم الجزية، فدخل هؤلاء بعد رؤية هذا العدل، وهذا التمسك بالقيم والمبادئ إلى الإسلام طواعية، ووقعت حوادث أخرى تدل على إقامة العدل، والبعد عن الظلم.
فالفرق بين الفتح الإسلامي والاحتلال جليٌّ وبيّن، ففي الفتح الإسلامي لا تنهب أراضي أحد ولا أمواله إلا ما كان غنيمة في المعركة، و ليس في الفتح الإسلامي محاولة لا إكراه أحد على اعتناق الإسلام أو التخلي عن الثقافة واللغة وحتى العادات والتقاليد التي ليس فيها أذى للمجتمع.
ولما ظهرت سماحة الإسلام واتضحت موافقته للفطرة السوية فقد دخلت الشعوب في البلاد المفتوحة في دين الله أفواجا، واعتنقت الإسلام ديناً وفكراً ومنهجاً واشتركت في الدفاع عن دولة الإسلام. لذلك لا تسمع في البلاد المفتوحة عن "مقاومة شعبية" للفتح الإسلامي كما هو الحال في أي احتلال. ففي الاحتلال غصب للأراضي و الأموال، ومحاولة لطمس هوية البلد المحتل وشعبه وفرض آراء حكامه وأهوائهم عليها.
وأيضا لأن قادة المسلمين كانوا يتحلون بالأخلاق الحميدة، ويؤمنون باليوم الآخر فلا يظلمون، ولا يخربون، وهكذا كانت الوصايا والأوامر النبوية وأوامر ووصايا الخلفاء لقادة الجيوش الإسلامية تنهى صراحة عن قتل الأطفال والنساء والشيوخ والرهبان المعتزلين في الصوامع، وتنهى أيضا عن إحراق الزرع أو الضرع أو تخريب أية مرافق عامة ينتفع بها الناس على اختلاف دياناتهم، أو هدم المساكن أو دور العبادة.
وهذا مثال عن هذه الأوامر الواضحة من الخليفة للقادة والجنود "لا تخونوا، ولا تغدروا، ولا تُمثّلوا -أي بالجثث- ولا تقتلوا طفلاً أو شيخاً كبيراً أو امرأة، ولا تحرقوا نخلاً و لا تقطعوا شجرة مُثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا للطعام، وسوف تمرُّون على قوم قد تفرغوا للعبادة في صوامعهم، فدعوهم على ما هم عليه.