٣ أمور لا يخبرونك عنها عندما تفتح مشروعك الخاص لأول مرة
ريادة الأعمال حلم الكثيرين، لكن في كثير من الأحيان، يظل هذا الحلم محاطًا بالغموض والمفاجآت التي قد لا تكون واضحة في البداية. في عالم اليوم، أصبح بدء مشروعك الخاص هو الخيار الأكثر جذبًا للكثيرين الذين يسعون إلى الاستقلال المالي أو الرغبة في إحداث تغيير اجتماعي. لكن ماذا لو أخبرتك أن هذا الطريق ليس دائمًا كما تتوقع؟
قبل ثلاث سنوات، كنت مثل الكثيرين، أحلم بفتح مشروعي الخاص. في محاضرة عن أسس الإدارة في الجامعة، سألني أستاذي: "من منكم يفضل العمل في الشركات الكبرى، ومن يرغب في أن يكون له مشروعه الخاص؟". وبالطبع، كنت واحدًا من أولئك الذين أشاروا بأيدينا بحماسة. لكن عندما بدأنا في التعرف على التحديات الحقيقية لريادة الأعمال، اكتشفت العديد من الأمور التي لم يكن أحد يخبرني بها من قبل.
في هذا المقال، سوف نستعرض ٣ أمور أساسية لا يخبرك عنها أحد عند بدء مشروعك الخاص لأول مرة، حتى تكون مستعدًا لكل التحديات التي قد تواجهك.
١. المشاريع لا تبدأ بسهولة، والفشل جزء من العملية
من أهم الأمور التي لا يخبرك بها أحد هي أن الفشل جزء من الطريق. قد تظن في البداية أن بإمكانك بدء مشروعك، ثم تجد النجاح سريعًا. لكن الواقع مختلف. لا يوجد شيء يسمى "النجاح الفوري". وفقًا لتقرير صادر عن دراسة مؤسسة Kauffman في 2021، أكثر من 60% من الشركات الناشئة تفشل في السنوات الخمس الأولى بسبب مجموعة متنوعة من الأسباب مثل نقص التمويل، أو ضعف التوجيه، أو عدم القدرة على التكيف مع السوق.
أنت بحاجة إلى أن تكون مستعدًا لتلقي الضربات والفشل بشكل مستمر. لكن الأهم هو كيفية الاستفادة من هذه الإخفاقات. الفشل هو معلم قوي، يعلمك العديد من المهارات مثل كيفية التكيف مع التغيرات، وكيفية تحسين نموذج عملك، وكيفية اتخاذ القرارات الذكية.
نصيحة: لا تخف من الفشل، بل اعتبره جزءًا لا يتجزأ من تجربة ريادة الأعمال، وكن مستعدًا لتطوير وتحسين نفسك ومنتجك باستمرار.
٢. تحتاج إلى أكثر من مجرد فكرة رائعة
عندما تفكر في بدء مشروعك الخاص، قد تعتقد أن كل ما تحتاجه هو فكرة مبتكرة. لكن الحقيقة أن الفكرة ليست كافية وحدها. في الواقع، الفكرة تمثل فقط 20% من نجاح المشروع. وفقًا للباحثين في جامعة هارفارد، ما يصل إلى 80% من نجاح المشروع يعتمد على كيفية تنفيذ هذه الفكرة وإدارتها.
أنت بحاجة إلى مهارات في الإدارة، التخطيط، التسويق، بناء الفريق، والتوسع. إدارة الموارد المالية، التعامل مع التحديات القانونية، والتفاوض مع الشركاء والمستثمرين هي مهارات أساسية يجب أن تتقنها. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تتعلم كيفية بناء علامة تجارية قوية وقادرة على التميز في السوق، وكيفية تحسين عملياتك التجارية بشكل مستمر.
نصيحة: قبل بدء المشروع، تأكد من أنك على دراية بكيفية إدارة الموارد وتعلم المهارات اللازمة للتخطيط الاستراتيجي.
٣. العمل الحر يمكن أن يكون أكثر إرهاقًا من العمل في شركة
عندما تبدأ مشروعك الخاص، ستكتشف بسرعة أن العمل لا ينتهي أبدا. في البداية، ستكون أنت المدير، المحاسب، والمسوق، والمسؤول عن كل شيء تقريبًا. هذا العبء الثقيل يمكن أن يكون مرهقًا للغاية، وقد يؤثر على حياتك الشخصية أيضًا.
وفقًا لاستطلاع McKinsey & Company، أشار حوالي 72% من رواد الأعمال إلى أنهم يعانون من مستويات عالية من الضغط بسبب مسؤولياتهم المتعددة. من إدارة الفرق إلى التعامل مع القضايا المالية واللوجستية، فإن العمل سيكون دائمًا في طور التنقل بين الأزمات والفرص.
كما يجب أن تعلم أن ساعات العمل ستكون أطول مما توقعت. ففي العديد من الحالات، قد تتجاوز ساعات العمل الـ 60 ساعة أسبوعيًا، خاصة في بداية المشروع، وهذا يمكن أن يؤدي إلى شعور بالإرهاق العقلي والبدني.
نصيحة: تعلم كيف تدير وقتك بفعالية وتفوض المهام عندما تستطيع. حاول الحفاظ على توازن بين العمل والحياة الشخصية لتجنب الإرهاق المبكر.
ريادة الأعمال ليست كما يبدو في الأفلام، فهي رحلة مليئة بالتحديات والفرص في آن واحد. إن لم تكن مستعدًا لهذه التحديات، قد تجد نفسك عائداً إلى نقطة البداية. لكن إذا كنت على استعداد للتعلم والنمو والتكيف مع الظروف المختلفة، فقد يكون لديك فرصة لبناء مشروع ناجح ومستدام.
نصيحة أخيرة: لا تتردد في طلب المساعدة، سواء من مستشارين أو من أصحاب الخبرة في نفس المجال. التوجيه الصحيح يمكن أن يساعدك في تجنب الكثير من الأخطاء التي تقع فيها الشركات الناشئة.
ابدأ بحذر، تعلم من أخطائك، وحافظ على مرونتك. ريادة الأعمال ليست مجرد فكرة رائعة، بل هي سلسلة من التحديات التي تحتاج إلى التفاني والإبداع لتجاوزها.