قصص الانبياء ( قصة سيدنا يعقوب عليه السلام )
نبي الله “يعقوب” عليه السلام، هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام أجمعين، وهو أحد الأنبياء المذكورين في جميع الكتب السماوية القرآن والإنجيل والتوراة، وقد جاء في الآيات القرآنية أن نبي الله “إسحاق” عليه السلام كان على دين أبيه إسحاق وجده إبراهيم، وكذلك أبنائه من بعده.
وقد جاء في الروايات أن سيدنا “يعقوب” عليه السلام قد عاش فترة من الزمان في أرض كنعان، ومن ثم رحل عنها إلى أرض حران حيث بلاد خاله الذي تزوج من ابنتيه، وبعد مدة من الزمان عاد مع من بقي من زوجاته وأولاده لأرض كنعان من جديد، ثم رحل عن أرض كنعان إلى مصر وعاش هناك حتى وفاته؛ وكانت وصيته بعد موته أن يدفن بأرض كنعان بجوار والده “إسحاق” عليه السلام وجده “إبراهيم” عليه الصلاة والسلام.
إن سيدنا “يعقوب” عليه السلام نبي من أنبياء الله، وأنبياء الله لا يجوز أن ينسب لهم الكذب أو الخداع أو المكر أو الغدر والخيانة، ولا يجوز انتقاصهم بأي وجه كان، أو أن ينسب لهم أي فعل شائن؛ فقد عصمهم الله سبحانه وتعالى من كبائر الذنوب وصغائرها أيضا، وقد أعلا من مكانتهم أجمعين.
وسيدنا “يعقوب” عليه السلام لم يخرج عن أبويه، ويذهب لخاله بأرض حران لولا جفوة أخيه عيسو والذي كان توأماً له، فقد كان يرى أن يعقوب أخيه أحب إلى قلب أمه أكثر منه لذلك فكان يكرهه؛ ومن هذا المنطلق اقترح سيدنا إسحاق عليه السلام على سيدنا “يعقوب” أن يبتعد، فأخذ النبي بنصح أبيه وابتعد ولم يعد لمسقط رأسه أرض كنعان إلا بعدما تزوج وأيقن أن أخاه قد لان قلبه
وتعدد زوجات سيدنا “يعقوب” عليه السلام لم يكن سبيلا لسعادته، بل كان سبب عنائه وشقائه في الحياة الدنيا، وسببا في كل المحن التي تعرض لها ولاقاها فيما بعد، فقد كان أبنائه من زوجاته الأربعة يكيدون ويمكرون لبعضهم البعض.
أما بالنسبة لراحيل والدة سيدنا “يوسف” عليه السلام وبنيامين، فقد كانت أحب نساء الأرض إلى قلب سيدنا “يعقوب” عليه السلام وأحب نسائه لقلبه، فقد كان يريد الزواج بها من البداية غير أن خاله قال له: “لا أزوجك الصغرى قبل الكبرى!”، فطلب منه نبي الله يعقوب أن يزوجه إياها، فطلب منه خاله أن يخدمه عشر سنوات أخريات حتى يزوجه براحيل، وأوجب عليه أن يتزوج بابنته الكبرى لية أولا، فقبل نبي الله “يعقوب” عليه السلام فتزوج بلية، ومن ثم تزوج براحيل بعد عشر سنوات، تزوج بها عن عشق دام لسنوات قبل حصوله عليها.
أما بالنسبة لأبنائه فقد كان أحب أبنائه إلى قلبه “يوسف” عليه السلام، فقد كان يرى فيه أثر النبوة؛ وبالتأكيد حب سيدنا “يعقوب” ليوسف لم يرضي إخوته، فكادوا له ليتخلصوا منه ويخلو لهم وجه أبيهم من بعده، فافتعلوا قصة الذئب والذي كان بريئا من دم “يوسف” عليه السلام.
عانى سيدنا “يعقوب” عليه السلام كثيرا بسبب فقده لسيدنا “يوسف” عليه السلام، ولكن ربما كان سيدنا “يعقوب” مساهما في عذابه من البداية، فقد قرب إليه “يوسف” وبنيامين ابني راحيل زوجته الحبيبة لقلبه مما جعل أبنائه يفكرون ويعزمون على التخلص من “يوسف” وبشكل نهائي من أمامهم.